اتصلي بنا

الخميس، 21 أبريل 2011

استراتيجية التعليم الفردي



 

يتمثل التعليم الفردي أساسا في تلك الجهود التي يبذلها المعلم في الاستجابة إلى الفروق بين المتعلمين. وعندما يستطيع المعلم أن ينوع من طريقة تدريسه بحيث يوفر لمتعلم فرد أو لمجموعة صغيرة متجانسة إلى حد بعيد أفضل فرص تعلم، فإنه بذلك يقوم بعملية تعليم فردي ..
وبناء على استعداد الطالب أو اهتماماته أو خبراته التعلمية السابقة، يمكن للمعلم تفريد التعليم من الجوانب الأربعة الآتية:
-1 المحتوى: فيحدد ما الذي يحتاج المتعلم أن يتعلمه، أو كيف يمكن لهذا المتعلم التوصل إلى المعلومات بأيسر طريقة.
-2 العملية: أي تحديد النشاطات التي ينخرط فيها المتعلم حتى يصبح للمحتوى معنى لديه، أو ليصل إلى مستوى إتقان تعلم هذا المحتوى.
-3 المخرجات: أي تحديد المشروعات أو النشاطات التي تتطلب من المتعلم أن يمارس ما تعلمه ويطبقه ويوسع مداه.
-4 بيئة التعلم: والمقصود بها طريقة سير عملية التعليم والتعلم داخل الفصل، والمشاعر السائدة بين الطلاب والمعلم، وأنواع النشاطات الصفية التي يمارسونها.
وهناك عدد كبير من الدراسات يؤكد أن الطلاب يحققون نجاحا أكاديميا كبيرا، ويشعرون برضا وإشباع من العملية التعليمية إذا تعلموا بطرق تلبي مستوياتهم المختلفة.


وتتمثل أهم عوامل نجاح التعليم الفردي في الآتي:

أ أن يركز المنهج على المعلومات والحقائق التي يرى خبراء المجال أنها ذات قيمة عالية.
أن يتم تصميم الدروس والنشاطات والوسائل بحيث تضمن تفاعل الطلاب مع هذه المعلومات والحقائق، وفهمها، وتوظيفها في حياتهم.
-        أن تتسم المهام والنشاطات بأنها ذات صلة بحياة الطلاب من وجهة نظرهم.
-        أن تؤدي المهام والنشاطات إلى تحقيق المتعة والإشباع لدى كل متعلم.

وتتفق الدراسات التي تناولت إستراتيجية التعليم الفردي على أنه ليس هناك طريقة واحدة جاهزة لتفريد التعليم، بل كل ما هناك طريقة تفكير في التعليم والتعلم ترى أن للمتعلم الفرد قيمة في ذاته، وأن هذا التقدير يمكن ترجمته في ممارسة عملية التعليم والتعلم داخل الفصل بطرق عديدة. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة واحدة أو وصفة جاهزة لتفريد التعليم،

فهناك عدد من المبادئ العامة التي يمكن بناء عليها القيام بعملية التفريد، وهى:

· أن يكون التقويم عملية مستمرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعملية التعليمية: فيقوم المعلم بتجميع كل المعلومات الخاصة بكل متعلم من حيث ما يتعلمه وكيف يتعلمه، ويساعده في ذلك ما يستكشفه عن إمكانات المتعلم واستعداداته واهتماماته.
· الحرص على توفير نشاطات تعلم تحظى باحترام المتعلم: فكل عمل يُكلف به المتعلم يجب أن يكون مهما بالنسبة إليه، ويركز على المهارات الأساسية اللازمة له.
· المرونة في تشكيل المجموعات: فعلى المعلم تخطيط فترات تعلم تمكن كل الطلاب من العمل معا في مجموعات متغيرة الأعضاء من حين إلى آخر. ويمكن أن تستمر مجموعة معينة من الطلاب على مستوى متقارب في التحصيل في أداء مهام ونشاطات محددة لفترة زمنية قد تمتد إلى عدة أسابيع، ثم يعاد تشكيلها لتضم طلاباً مختلفي الاهتمامات والميول والمستويات التحصيلية. ويمكن للمعلم أحيانا إلحاق بعض الطلاب بمجموعة معينة، ويترك للطلاب حرية اختيار بعضهم البعض في أحيان أخرى. وهذه المرونة في تشكيل المجموعات تتيح للطلاب الانخراط في سياقات مختلفة، مما يساعد المعلم في الوقت ذاته على التعرف على الطلاب وهم يتفاعلون في مواقف مختلفة وسياقات متعددة.

فالتعليم الفردي - إذن - يتطلب أن يسمح المعلم للتلميذ باختيار الموضوع أو الموضوع الفرعي الذي يود دراسته أو التوسع فيه. ويتطلب أن يتاح للمتعلم اختيار النشاطات التي تؤدي إلى تحقيق هدف دراسة موضوع معين (كأن يختار المتعلم قراءة كتاب عن الموضوع، أو يعقد مقابلات شخصية مع اختصاصيين فيه، أو يقوم بإجراء بحث على شبكة المعلومات العالمية عنه، ... إلخ). وينطبق هذا أيضا على اختيار المصادر التي يرغب المتعلم في الاعتماد عليها لدراسة موضوع معين. وعلى المعلم أن يتقبل المستويات المختلفة من الأداء، على أن يحرص على أن يصل كل متعلم لأقصى حد من الإتقان. وأخيرا على المعلم أن يضع في اعتباره أن التوصل إلى مستوى الإتقان الأمثل لكل متعلم لن يتم في وقت أو زمن محدد، أو بطريقة واحدة نمطية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق